الثلاثاء، 4 يونيو 2013

حارس الأمن الخاص بالمغرب: مجبر لا بطل

نادية عماري   
الأحد : 20 يناير/كانون2 2013 - 16:36


من النادر أن تمر في شوارع المدن المغربية دون أن تقع عينك على حارس أمن خاص، بزيه الرسمي المختوم باسم الشركة المشغلة وهاتفها، تراه واقفا بمداخل البنوك، المستشفيات، الشركات، الفنادق، وغيرها من المصالح المختلفة الأخرى، للتواصل مع الوافدين وحراسة المؤسسة التي يعمل لصالحها.

هذه المهنة الجديدة نسبيا على مجتمعنا المغربي والتي أحدثت لدواع أمنية، بعد الأحداث الإرهابية التي شهدتها مدينة الدار البيضاء في ربيع 2003 ، أصبح يفوق عدد العاملين بها 40.000 شخص. عدد يترجم إقبال فئة عريضة من الراغبين في العمل بهذا الميدان، خاصة في صفوف الشباب بغية توفير لقمة العيش.

"اللهم لعماش ولا بلاش"
رشيد، يحرس إحدى المؤسسات التعليمية منذ خمس سنوات، بعد دراسته لسنتين بالجامعة قرر البحث عن عمل يكفل له الاستقلالية المادية، إلا أن محاولاته المتكررة في إيجاد فرصة عمل مناسبة باءت جميعها بالفشل. لم يجد بدا في نهاية المطاف من امتهان حراسة الأمن الخاص لأنها الوحيدة المتاحة، مقابل 1800 درهم، راتب لا يصل لمستوى الحد الأدنى للأجور لا يكفيه حتى لتغطية نفقاته الخاصة. يقول رشيد" بالنسبة للشركة التي أعمل لها، ما أتقاضاه يمثل السميك، الحمد لله أنهم سجلونا في الضمان الاجتماعي".

يتحدث عن زملاء له في نفس المهنة مقبلون على التخرج بعد ثلاثة أشهر والحصول على درجة الدكتوراه، ورغم مستواهم الجامعي العالي اتجهوا لهذا الحل الترقيعي، كي لا يظلوا عالة على أسرهم وأقربائهم.
عن كيفية قبوله لمهنة حارس أمن، يضيف" طريقة الاختيار تتفاوت من شركة حراسة خاصة لأخرى، فبالنسبة للتي أشتغل لحسابها مثلا تشترط طول القامة، تعدد اللغات، بالإضافة للمستوى الدراسي، لكن هذا لا يمنع عدم وجود شروط مماثلة للعمل في مؤسسات ثانية، حيث نجد رجالا متوسطي القامة، مستواهم لا يتعدى الإعدادي يعملون كحراس".


كثرة هاته الشركات بالمغرب والتي يفوق عددها 500 شركة، ساهم في تقاطر العديد من الشباب عليها. شباب لم يعد يمني نفسه الحصول على منصب يوافق الشهادات المحصل عليها، فهو يرضى بأقل شيء متوفر هربا من نظرات وأسئلة المحيطين، والتي في غالب الأحيان تعكس شفقة وتحسرا كبيرين على وضعيته.

عبد الله، شاب جامعي ليس أسعد حظا من سابقه. بعد رحلة الكد والجد في الدراسة، ساقته الظروف لأحد المستشفيات. يقول" لو علمت أنني سألاقي هذا المصير لما أفنيت زهرة شبابي في التحصيل العلمي. أشتغل الآن دون ضمان اجتماعي ولا تأمين صحي، عملي يحتم علي المراقبة وضبط حالات العنف التي قد تصدر من بعض الناس".

معاناة حارس الأمن الخاص يتجرعها لوحده على مضض دون الإفصاح جهرا، فهو لا يستطيع التظاهر أو الاحتجاج للمطالبة بحقه، لأن ردة فعل صاحب العمل ستكون بالطرد إن لم يكن الرد بطريقة أخرى، كما حصل لعمال إحدى شركات الأمن الخاص قبل مدة، حيث تعرضوا للتعنيف من قبل مشغلتهم التي عمدت لدهسهم بسيارتها أثناء تجمهرهم للمطالبة بأداء رواتبهم المتأخرة.

تذمر وشكوى دون مبرر
الأوضاع المزرية التي يشكو منها حراس الأمن الخاص بالمغرب قد لا تنطبق على جميع العاملين بها، ذلك راجع للأقدمية، تفاوت الأماكن التي تسند فيها الحراسة لهؤلاء الأشخاص، وكذا ظروف عمل شركات الأمن التي تختلف طريقة تسييرها ومدى احترامها لحقوق مستخدميها، كما أن أصحاب الشهادات العليا قد يحسون بحيف كبير أكثر من غيرهم.

محمد، 37 سنة، راض عن عمله، يتساءل لماذا كل هذه الشكوى والتذمر من قبل العاملين. فبالنسبة له قوانين العمل تحترم بدون أي خروقات، يؤكد" الشركة ديالنا دايرة معانا نظام مزيان، فالراتب يبدأ من 1800 درهم ومع مرور السنين وحصول العامل على الأقدمية، تتحسن الأوضاع حيث يتقاضى 2000 د بعد سنة، ويرتفع راتبه عندما يقبل على الزواج. كنظن اللي كايتشكى ماغاديش يخدم".

عزيز هو الآخر يبدو راضيا رغم علامات التعب التي ترتسم على وجهه وهو الذي يعمل 12 ساعة متواصلة، يقول متثائبا" توفر لنا الشركة كل الضمانات لكن الراتب الشهري قطعا لن يكفيني خاصة عندما أقدم على خطوة الزواج، لذلك أفكر في البحث عن فتاة تساعدني في المصاريف وتتقاسم معي أعباء الحياة الزوجية، لكن هذا لا يمنع أنني أبحث حاليا عن عمل آخر كبديل".

كلا الطرفين ضحية: صاحب الشركة وحارس الأمن
النقاط التي يتذمر منها حراس الأمن الخاص لها ما يبررها حسب مصطفى رشدي، مدير شركة فريدة النقاوة أشغال وخدمات وعضو جمعية أرباب شركات الأمن الخاص بالمغرب، الذي يعتبر أن العمال وكذا أرباب الشركات ضحايا، يقول" بالنسبة لساعات العمل الأمور واضحة، مهنة الحراسة معْطية ليها 12 ساعة، لأن الحارس ماشي خدام بالبالة و لفاس كي يعمل ل8 ساعات، كما أن CPS (العقد الذي تضعه أي وزارة) ينص على 12 ساعة، الشخص يداوم من 7 صباحا إلى 7 مساء والعكس صحيح. أما الراتب الشهري فهو مسألة تفوق طاقة صاحب الشركة، إذا قمنا بعملية حسابية وجمعنا السميك، التضامن الاجتماعي، والتأمين نجد أن المبلغ الذي يصرف على العامل الواحد يصل إلى 3100 درهم".

لم يعد سوق تشغيل هذه الفئة من المهنيين مقتصرا على الشباب المجازين وغيرهم، بل شمل أيضا رجال الدرك، الشرطة والجنود المتقاعدين الذين تعتمدهم شركات الأمن بالنظر للتجربة المهنية والخبرة التي راكموها طوال فترة عملهم، وبالتالي فعملية تكوينهم كحراس أمن ليست ضرورية، يضيف مصطفى رشدي" نختار عاملينا من الشباب حسب مستواهم الدراسي، فبعد عملية الانتقاء يقضون فترة تدريبية تتراوح مابين شهرين إلى ثلاثة أشهر على يد أحد المشرفين، أما من كانوا يعملون سابقا في سلك الشرطة والجنود فهم لا يحتاجون لتدريب".

مهنة حارس الأمن الخاص لا تستقيم في دول أخرى إلا بوجود كلاب مدربة وحمل السلاح لتأمين المكان المراقَب. بالمغرب، الأمر يختلف فالقانون يحظر حمل السلاح حيث يقتصر تدخل الحارس على الاحتفاظ بمن يشتبه في ارتكابه لجريمة ما، لحين إبلاغ الشرطة أو أخذه لأقرب مركز لها حسب المادة 76 من القانون الجنائي.

عملية تكوين حارس الأمن غالبا ما تتجلى في كيفية التعامل مع مهنيي المؤسسة المستقبلة والوافدين عليها، علاوة على التعامل مع الأوضاع الطارئة كاندلاع حريق مفاجئ على سبيل المثال، يقول عبد الله ساخرا " احنا محروقين وبغاونا نطفيوا الحريق".

هناك تعليقان (2):

  1. مع أفضل و أهم شركات امنية في مصر سوف تحصل علي أفضل خدمة حراسة ممتلكات من شركات و منازل و فلل و مصانع علي أفضل مستوي و بأوفر الأسعار.
    للتواصل مع شركتنا عبر موقعنا هذا:-
    http://www.guards-security.com/

    ردحذف
  2. Las Vegas Casinos & Games | Mapyro
    Casino is a casino and hotel in 사천 출장안마 Las Vegas, Nevada. 구미 출장마사지 Casino resort hotel 의정부 출장안마 and gaming venue. 밀양 출장샵 Casino resort hotel 광명 출장마사지 and gaming venue.

    ردحذف